لابد أن الغرب يشعر الآن بانقباضات ولادة عهد جديد في المملكة السعودية ذلك أن التهافت على عرش المملكة صار ظاهراً للعيان بين أبناء عبد العزيز آل سعود الذين بقى منهم حياً ولم تنخره الأمراض الفتاكة سلطان وسلمان ومشعل ونايف وإذا كان التهليل الذي صاحب عودة سلطان من العلاج في الخارج قد كشف عن الرعب الذي اجتاح الأبناء الكبار من أن تذهب سطوتهم أمام أبنائهم الذين تحركهم التحالفات السرية والنوازع الشخصية.
واستشارات أتباعهم الذين دبت بينهم الخلافات فتطورت في أوقات معينة إلى التلاسن اللفظي ثارة وأخرى إلى المناوشات المسلحة بين عناصر كل منهم فكانت المملكة تبدو كساحة حرب أهلية بين الأحفاد وغض للطرف من بعض الأبناء الكبار وقد لوحظ أن أمراء المناطق بدؤوا سياسة استمالة الناس إليهم فبعضهم صار يلتقي العامة في أماكن تجمعاتهم ويستدعي الوجهاء والأعيان إلى ديوانه ويبثهم لواعج تطلعاته خاصة بعد ظهور رسالة الأمير تركي واختفاء عبد الله لفترة في أمريكا وقد حسبته الناس ذهب ولن يعود إضافة إلى ما مثله الصراع العلني ضد الشيعة على حدود اليمن والذي عده بعض المراقبين محاولة تكشير لإظهار مخالب الحكومة وولاء الحرس الوطني ولكنه بين أن هذا الجيش الجرار يقوده أحد ولدي سلطان" خالد" ، بينما يقود الآخر بندر بن سلطان مهمة توضيح أهمية أن يتولى أحد ولدي سلطان ولاية العهد ومن ثم القفز إلى العرش بلا أية مشقة.. بندر يجتهد لتوضيح ذلك للإسرائيليين أولا ومن ثم الغرب وزيارة مدير ال********اد للرياض التي تمت أكثر من مرة خلال هذا الشهر والشهر الماضي كانت في جانب منها تركز على اختيار الخليفة بملك متهالك.