الفروسية والخيول العربية .. تاريخ2

حظيت الخيول بشرف عظيم لذكرها فى القرآن الكريم كرمز للقوة قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" ويروى أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان من أعرف الناس بالخيل ، وقال فى الحديث الشريف "الخير معقود بنواصى الخيل الى يوم القيامة" وكذلك قول الفاروق عمر رضى الله عنه "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" ، كما روى أن إسماعيل إبن أبينا إبراهيم عليهما السلام كان أول من روض الخيل بمنطقة أجياد بمكة المكرمة ومنها إنتقلت الى سائر بلدان العالم التى كانت فيما سبق تأكل الخيول .. ووصلت الى مصر مع غزو الهكسوس لجر العربات الحربية سنة 500 قبل الميلاد .. وأشتهر فى أمريكا حصان عربى إسمه "محسن" دربه صاحبه على حل المسائل الحسابية .وتغنى شعراء العرب بالخيل ونظموا القصائد فيها ولعل أشهر أبياتها قول امرؤ القيس فى وصف فرسه : مكر مفر مقبل مدبر معا .. كجلمود صخر حطه السيل من علِ
كما نسجت حولها الحكايات والأساطير وتتبع أنسابها وأسمائها وصفاتها وكتبوا عن الخيل عشرات الكتب وربما المئات ..ومن أشهر خيول العرب "الأبجر" فرس عنترة ابن شداد .. الذى قالوا عنه أن حب عنترة للأبجر فاق حبه لعبلة .. وقالوا يصفونه : مهر أدهم كأنه الليث القشعم ، له لون الظلام أو كأنه قطعة من الغمام وعندما قصد به الغارة طار كأنه العفاريت الطيارة ونظر الفرسان فلم يروا الا غباره ..
كذلك "داحس والغبراء" وكانا فرسان لرجلين من قبيلتى عبس وذبيان تراهنا على السبق بمئة بعير وكان داحسا سابقا حتى أرسل صاحب الغبراء بمن يعيق تقدمه ثم طالب بحقه فى كسب الرهان ولكن صاحب داحس رفض وضرب صاحب الغبراء برمح فقتله ثم جرت بعدها أطول معارك الثأر بين القبيلتين ..ترتبط الفروسية فى عقولنا حتى اليوم بمشاعر النبل ومنظومة من الأخلاق والتقاليد والقوة والرحمة ..
ربما تعود فى التاريخ الاسلامى الى شخصية الفارس على ابن أبى طالب إبن عم النبى المتعفف الشجاع الذى لا يهاب الموت .. المقدام فى مجابهة الخطر والتصدى للواجب .. المستعد دائما للتضحية من أجل مبادئه ومن أجل الآخرين ..
وكذلك شخصية إبنه الحسين رضى الله عنهما الذى فضل ملاقاة الموت القاسى المؤكد عن التنازل عن فكرة أو معنى ..وربما علمت النهاية المأساوية لفارس الاسلام وإبنه كتاب الملاحم مبكرا أن هذا النموذج للفارس المحكوم بمبادئه لا يمكنه كسب معركة سريعة مع قوى الشر ..فأبتدع خيالهم شخصية البطل المساعد مثل "شيبوب" فى قصة عنترة بن شداد .. ليؤدى ما ترفضه مبادىء البطل أو ما يراه كاتب السيرة أو المؤرخ نقصا فى الأساليب الوضيعة الضرورية للبطل حتى ينتصر وبمعنى آخر فإن كتب الملاحم أو التاريخ تعكس فكرة أن الفارس المثالى شخصية مرشحة للاستشهاد وليس لكسب المعارك التى تتطلب من الحيلة والجبن والغدر ما ترفضها المثالية وأخلاقيات الفروسية .
من أقوال الرسول (ص)
"الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة وأهلها معانون عليها " والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة "
"عليكم بإناث الخيل فان بطونها كنز وظهورها حرز وأصحابها معانون عليها " " أكرموا الخيل وجللوها "
كما قال عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه) علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل .وأطلق العرب القدماء أسماء كثيرة على خيولهم والتى من اشهرها الأدهم – سبحه – السرحان – اليعسوب . وللخيل استخدمات كثيرة فمنها ما يستخدم فى الجر ، ومنها ما يستخدم فى السباق ، ومنها ما يستخدم فى قفز الحواجز .. هذا وقد كان يستخدم الحصان قديما فى الحروب.
ويتوقف وصف الحصان على نوعية استخدامه ، فحصان القفز يتميز بعلوه وعرض صدره وعرض كتفه وقصر المسافة بين أعلى الفخد والعرقوب ، أما الحصان المستخدم فى السباقات فيتميز بطول جسمه وطول رقبته واتساع فتحتى الأنف وطول قوائمه .
وعن هذه الرياضة فى الاسكندرية فنجدها تضم من الاندية التى تشارك فى الفروسية العديد من الهيئات والأندية والتى لها باع طويل مثل نادى سبورتنج الرياضى ، نادى سموحة ، نادى القوات المسلحة ، خيالة الشرطة ، كلية عبد القادر للفروسية ، نادى كينج راشن ، نادى أصحاب الجياد .
ويعد نادى سبورتنج من أقدم أندية مصر لممارسة اللعبة و من المشرفين على اللعبة اللواء كمال العدوى ، المستشار إسماعيل ماضى ، م. علاء رجب ، م. طارق السهوى ، م. عبد الفتاح رجب ، د. هشام صادق ،م. علاء حطب . هذا ويضم النادى العديد من الفرسان الدوليون منهم سامح حطب ، محمد رجب ، محمد الوكيل .
وثانى أقدم أندية الإسكندرية لممارسة اللعبة هو نادى سموحة ويعتبر د. فاروق الجيار ود. هشام صادق و د. حسام فرج من المشرفين على الفروسية .
و يضم النادى العديد من الفرسان الدوليون مثل قبارى حماد ، أدهم حماد ، د.عمرو فتحى ، محمد طاهر، أحمد حازم .
و هناك نادى الفروسية للقوات المسلحة والذي يعتبر أحد فروع نادى الفروسية بالقاهرة و يشرف على قيادة النادى من الفرسان مقدم / محمد أسامة حسين ، مقدم / شرف الدين إبراهيم ، رائد / أحمد مصطفى .
و يضم النادى نخبة من فرسان القوات المسلحة بالاسكندرية مثل أحمد على وأحمد مصطفى .
وهناك أيضا نادى خيالة الشرطة والتابع لاتحاد الشرطة الرياضى و يشرف عليه اللواء / محمود صبحى والرائد / حسام رجب . ومن الفرسان المتميزين المقدم محمد عبد العزيز .
وهناك ايضا كلية عبد القادر والتي تمارس الفروسية داخل النادى عمليا وبجانب ذلك يوجد هناك قسم للدراسة النظرية و يرأس مجلس إدارة الكلية الربان محمد سعيد عبد القادر ويضم النادي الفارس المحترف بهولندا عبد القادر محمد سعيد .
وتضم اندية الاسكندرية إحدى قلاع الفروسية بالشرق الاوسط وهو نادى كينج راشن والذى يشرف عليه المهندس علاء رجب ويضم العديد من الفرسان مثل عمرو فوزى ، أحمد علاء ، عبد الرحمن علاء ، إسماعيل عبد الفتاح ، نادين النفراوى ، يحى عبد الفتاح ، ويعتبر هذا النادى صرحا للفروسية و أكبر أندية مصر لاستضافة البطولات الدولية والمحلية .
نادى أصحاب الجياد يعتنى بالخيل ويرعاه
يعتبر نادى أصحاب الجياد من الاندية المتميزة فى تدريبات الفروسية وذلك بفضل توجيهات ورعاية رئيس مجلس إدارة النادى أحمد عاصم والذى قام بإنشاء مدرسة للفروسية والتى اهتمت بتعليم ركوب الخيل وقفز الحواجز والتدريب عليها . حيث زادت الأعداد فى الإقبال على ممارسة الفروسية وتراوح عدد المشتركين بمدرسة الفروسية بنادى الجياد حوالى 130 متدرب فى الصيف و 40 الى 50 شتاءا وأعمارهم بين 6 سنوات و 25 سنة كما ان هناك نسبة قليلة من الاعمار أكثر من 25 سنة . و يتم التدريب فىالمدرسة على كيفية ركوب الخيل وكيفية توجيهة لما يطلب منه من تغير خطوات سيره والاتجاهات يمينا و يسارا والوقوف وغيره