موضوع الرسالة: اللغة العربية واللّهجات العربية

لا أدري إن كان سؤالك في بنية العربية وبنية اللغات المشابهة لها ، أو في تاريخها وتاريخ أخواتها المُشابهة لها ؟
و ما أعرفه في الموضوع أنّ العربية تنقسم حسب مباحث فقه اللّغة وبين أخواتِها السّامياتِ إلى عربية بائدة (كالثّموديّة والصّفويّة واللّحيانيّة) وعربية باقية (تنقسم إلى حجازية وتميمية)، والعربية الباقية هي التي نستخدمها في الكتابة والتأليف والأدب وتوصّلنا بها عن طريق القرآن الكريم والسّنة النّبويّة والشعر الجاهلي، وقد صادف الإسلام حين نزوله لغةً مثالية منتقاةً موحّدة جديرة أن تكون لغة التعبير عند خاصّة العرب، والوحدة التي صادفَها الإسلام حين ظهورِه لم تنفِ ظاهرة تعدّد اللّهجاتِ أو اللّغات العربية، التي تميّزَت بخصائصها الصّوتيّة المتباينة، عبّر عنها ابنُ جنّي بقولِه: «اختلاف اللغات وكلُّها حُجّة» [الخصائص: ج1/ص411]
هذه اللّهجات العربية أو اللّغات الباقية تنقسم إلى مجموعتين رئيستين: أولاهما حجازيّة غربية وتسمّى أحيانا شرقية، والأخرى نجدية شرقية تسمّى تميمية، وهذه اللّهجاتُ كثيرة هي التّميميّة ولغة ربيعة ووهوازن وقيس وضبّة وبهراء ومُضَر وهذيل وحِمْير وقُضاعة واليمن ... (انظر الخصائص لابن جني، والمُزهِر للسيوطي، والصّاحبي في فقه اللّغة لابن فارس...)

والجدير بالذّكر أن هذه اللهجات أو اللغات العربية تتشابه في التّركيب والصّرف كثيراً ومنها ما فيه غرابة واختلافٌ، ولكنّ الفرق الواضح بينها هو فرق في الظّواهر الصّوتية كالطّمطمانيّة والكشكشة والتّضجّع والعجرفيّة والفحفحة والعجعجة والشّنشنة والخلخلانيّة والعنعنة
أمّا إن كنت تسألين عن لهجاتٍ أو لغاتٍ تشبه العربية في الخصائص فهذا مبحث من مباحث اللسانيات المقارنة التي تحتاج إلى كلام طويل ومقالات مفصّلة